"
next
Read Book محنه الاكثريه في العراق
Book Index
Book Information


Favoured:
0

Download Book


Visit Home Page Book

محنة الأكثرية في العراق

اشارة

صفحات من ملف الطائفية السياسية

ناصر حسين ناصر

الطبعة الأولي

1426 ه 2005م

منشورات

دار المصطفي للطباعة والنشر

بيروت لبنان

محنة الأكثرية في العراق

صفحات من ملف الطائفية السياسية

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

تميز العراق عن غيره من البلدان بميزات جعلته فريداً بين بلدان العالم اليوم، فقد حباه الله تعالي بموقع جغرافي فريد في قلب العالم تقريباً، فهو يصل الشرق بالغرب ويربط بين ثلاث من قارات العالم: آسيا وأفريقيا وأوروبا. كما يحتل مركز القلب من العالم الإسلامي، بالإضافة إلي تمتعه بالأراضي الخصبة التي يخترقها نهرا دجلة والفرات، وأما من الناحية الاقتصادية فإن العراق يختزن في أراضيه ثروة معدنية هائلة من النفط والكبريت والغاز الطبيعي والفحم الحجري وغيرها.

ولقد سكن العراق شعب تنوعت أعراقه وقومياته وأديانه ومذاهبه، فتري فيه العربي والكردي والفارسي والتركي والهندي والشركسي وغيرهم، كما تري فيه المسلم والمسيحي واليهودي والصابئي واليزيدي وغيرهم، وهذا من عوامل القوة لا الضعف حيث تري أناسا تختلف أجناسهم وقومياتهم وأديانهم يعيشون في بلد واحد متحابين متآخين دون أن تحدث بينهم مشاكل تعكر عليهم صفو الحياة.

ولهذا فقد كان العراق مهداً لأقدم الحضارات في العالم، وأكثرها تطوراً ونتاجاً علي طول التاريخ، كما كان العراق مهبط الأنبياء عليهم السلام ومستقر الأئمة والأولياء ومرقد الأئمة المعصومين الأطهار عليهم السلام ومركزاً تنتشر فيه مختلف المقدسات الدينية لمختلف الأديان والطوائف.

لكن مما يؤسف له أن العراق كان ولا يزال مسرحاً دائماً للحروب والقتال

لا بين أهله، وإنما كانت الدول العظمي تجعل من العراق ساحة لحل مشاكلها فيما بينها، فتشعل الحرب وتجري فصولها في العراق، فيكون العراق وأهله مادة هذه الحرب. فما كان يدور بين الدولة العثمانية والدولة الفارسية من معارك وحروب، خير دليل ساطع علي ذلك.

كما توالت علي حكم العراق أنظمة جائرة أقامت سياستها علي الكبت

1 to 176